كتاب الجغرافيا الاقتصادية

محمد خميس الزوكة








لتحميل الكتاب


 

 الجغرافيا الاقتصادية

· محتوي الجغرافيا الاقتصادية:

تختص الجغرافيا الاقتصادية بدراسة استغلال الإنسان للموارد الطبيعية للأرض, وإنتاج السلع المختلفة فضلا الخدمات وتنحصر الجغرافيا الاقتصادية في ثلاثة موضوعات هي:

أولا: الإنتاجProduction:

الإنتاج هو عملية تحويل الثروة الطبيعة إلي ثروة اقتصادية لها قيمة حقيقة وفعلية وهو ينقسم إلي ثلاثة أنماط.

(1) الإنتاج الأولي Primary وهو يسعي لإعادة المواد الغذائية والخامات بصورة أولية من البيئة ,ويتأثر الإنتاج الأولي كثيرا بالعوامل الطبيعية .

(2) الإنتاج الثانوي Secondary هو الذي يقوم بتحويل الخامات النباتية والحيوانية والمعدنية بالطرق الطبيعية والميكانيكية والكيماوية وجعلها صالحة لاستخدامات جديدة.ويشمل هذا الإنتاج علي الصناعات التحويلية التي تتضمن:المواد الغذائية بما فيها المشروبات والتبغ والغزل والنسيج والصناعات الكيماوية والهندسة الكهربائية, ويتأثر الإنتاج الثانوي بالعوامل البشرية والاقتصادية.

(3) الإنتاج العالي Tertiary ويتضمن هذا القطاع ما نسميه بالخدمات بم في ذلك الصيانة والإصلاح والإعمال المصرفية والائتمانية والتعليم والصحة التي تسهل عمل كل من الإنتاج الأولي والثانوي, وهو نوع من أنواع الإنتاج إلا أن عائده اعلي اقتصاديا أكثر من الإنتاج الأولي والثانوي.

(4) القطاع الرابع Quaternary وهو يتضمن كل أنواع الخدمات التي تقدم للقطاعات الإنتاجية (الأولية والثانوية والعالية) وكذلك الخدمات التي تقدم إلي قطاع الاستهلاك وينقسم إلي قسمين :خدمت مرتبطة بالاستخراج وبالتحويل وبتسويق السلع مثل الخدمات المالية والتامين والعقارية ,وخدمات تقدم للمستهلك مثل الخدمات المالية والتامين والخدمات الشخصية .

وعرف فريق آخر مصطلح القطاع الرابع علي أنه الخدمات المكتبية والحكومية والصحية والتعليمية وأطلق علي العاملين بها اسم أصحاب الياقات البيضاء تمييزا عن أصحاب الياقات الزرقاء.

ثانيا: التبادل

(1) الموقع: (أ) العمل علي زيادة قيمة السلعة بتغيير موقعها – أي نقل السلع.(ب) المساعدة في سد حاجة السكان بتغيير مواقعهم – أي نقل الأشخاص .

(2) الملكية:العمل علي زيادة قيمة السلعة بتغيير ملكيتها

ثالثا: الاستهلاك: يمثل الاستهلاك المرحلة التالية في التتابع الاقتصادي. كما أن الاستهلاك هو سبب الإنتاج بجميع أشكاله ,أي أن الاستهلاك هو هدف اقتصادي ,فالاستهلاك هو الذي يولد الطلب علي جميع السلع والخدمات الموجودة علي الأرض ،ويري البعض عدم تنأول الجغرافيا الاقتصادية للتجارة والاستهلاك لأن لهما مجالات دراسة بعيدا عن حيز الجغرافيا ,ومع ذلك فان دراسة الجغرافيا الاقتصادية لا تكتمل إلا بدراسة التجارة والنقل والاستهلاك .

· تعريف الجغرافيا الاقتصادية:

ترجع صعوبة الوصول إلي تعريف جامع للجغرافي إلي كونها علم مزدوج الشخصية فيه جانب طبيعي وفيه جانب بشري ويشتمل علي نشاط الإنسان في المكان, ويمكن الاستدلال علي خمسة مفاهيم فيما يتعلق بتعريف علم الجغرافيا ومنها:

أولا: مفهوم الجغرافية كعلم وصف الأرض (مدرسة اللانسكيب) وهذا تعريف مستمد من كلمة Geography التي تتكون من مقطعين Geo بمعني الأرض و Graphas بمعني وصف ,وبناء علي ذلك تصبح الجغرافيا الاقتصادية هي علم وصف الظاهرات الاقتصادية الموجودة علي سطح الأرض .

ثانيا : مفهوم الجغرافية كعلم علاقات ( المدرسة الإيكولوجية) والتي تقول أن الجغرافيا هي دراسة البيئة الطبيعة علي الإنسان وعلي ذلك يصبح تعريف الجغرافيا الاقتصادية هي دراسة البيئة الطبيعية علي النشاط الاقتصادي الذي يمارسه الإنسان .وجاءت المدرسة الإمكانية لترفض هذا الرأي وتقرر أن الإنسان هو الذي يؤثر في البيئة الطبيعية وان البيئة تتيح للإنسان إمكانات قد يستغلها الإنسان وقد لا يستغلها ,وبناء علي ذلك الرأي فان الجغرافيا الاقتصادية هي دراسة استغلال الإنسان للبيئة الطبيعية وإنتاجية السلع والخدمات النافعة منها , ثم ظهرت حديثا المدرسة الاحتمالية التي تري أن التأثير بين الإنسان والبيئة متبادل وبناء علي هذا الرأي الأخير فيكون علم الجغرافيا الاقتصادية هو دراسة العلاقات المتبادلة بين الظاهرة الاقتصادية من ناحية والبيئة من ناحية أخري .

ثالثا : مفهوم الجغرافيا كعلم تباين الظاهرات المهمة التي تؤثر في حياة الإنسان علي سطح الأرض (مدرسة التباين المكاني) ومن هنا يكون تعريف الجغرافيا الاقتصادية بأنها دراسة تباين وتشابه الظاهرات الجغرافيا الاقتصادية من مكان لآخر علي سطح الأرض ثم تفسير هذا التباين والتشابه بالعوامل المختلفة التي تؤثر فيه وتعليله .

رابعا : مفهوم الجغرافية كعلم الأقاليم (المدرسة الكورولوجية) أي أن الجغرافية هي محاولة تقسيم سطح الأرض إلي أقاليم متمايزة علي أساس أن كل إقليم له خصائص طبيعية وبشرية تميزه عما سواه ,وبالتالي يكون علم الجغرافيا الاقتصادية هو محاولة تقسيم سطح الأرض إلي أقاليم اقتصادية وتحليل كل من هذه الأقاليم الاقتصادية .

خامسا: هذا المفهوم يري أن الجغرافيا تدرس التنظيم المكاني للظاهرات الجغرافية ,أي توزيعها الجغرافي وتنظيمها في المكان وتبعا لذلك فان الجغرافيا الاقتصادية تدرس التنظيم المكاني (التوزيع الجغرافي) للأنشطة الاقتصادية ومعني التنظيم المكاني محاولة فهم كيف يقوم الإنسان والمجتمع بتنظيم أنشطته الاقتصادية في المكان .

التعريف النهائي وهي أن الجغرافيا الاقتصادية هي دراسة (وصف) الظاهرات الاقتصادية المختلفة علي سطح الأرض ثم تحليلها لمعرفة خصائصها والوقوف علي التوزيع الجغرافي لها وإدراك العلاقات المتبادلة بين الظاهرات الاقتصادية وعناصر البيئتين الطبيعية والبشرية مع ربط كل هذا ببعض.

· مضمون الجغرافيا الاقتصادية ونظريتها :

تدرس الجغرافيا الاقتصادية تباين الأنشطة الاقتصادية وتشابهها من مكان لآخر علي سطح الأرض سعيا لإنتاج السلع وإيجاد الخدمات ذات القيمة والنفع للإنسان ,ويتضمن ذلك وصف التشابه والتباين المكاني في الأنشطة الاقتصادية وتوزيعها الجغرافي وتحليلها وتعليلها وتفسيرها مع ربط الظاهرات بعضها البعض ,وأصبحت نظرية الجغرافيا الاقتصادية واضحة المعالم ويمكن إيجازها في نقطتين هما تحديد المشكلة , ثم تحليلها مكانيا .

(1) المشكلة:

يستدعي الأمر في البداية تحديد المشكلة أو الظاهرة الاقتصادية المراد بحثها وذلك بإعطاء تعريف دقيق لها وتوصيفها ويلي ذلك تصنيفها ,ويأتي بعد ذلك قياس الظاهرة الاقتصادية قيد البحث وهناك أساليب مختلفة في القياس منها القياس بالمساحات أو الكميات أو العمالة أو القيم النقدية أو السعرات الحرارية ,ثم بعد ذلك تحديد سنة القياس .

(2) مرحلة تحليل الظاهرة الاقتصادية:

التحليل عملية عقلية في جوهرها ويهدف التحليل إلي عزل الصفات والخصائص المكانية والاقتصادية للظاهرة الاقتصادية قيد البحث ,ولابد وان يتم وصف الظاهرة الاقتصادية وصفا دقيقا قبل تحليلها ,ويحدد الجغرافي الاقتصادي طريقة التحليل بأربعة أسئلة هي أين , لماذا ( الشكل والعامل والعملية), وماذا وكيف ؟

(أ) أين يتوطن النشاط الاقتصادي ؟

يعتبر الموقع أو الموطن الجغرافي احد الحقائق الجغرافية الأساسية, ويمكن الوقوف علي التوزيع الجغرافي للظاهرة الاقتصادية من الجداول الإحصائية الخاصة بها, فهذه الخرائط تف النمط وتشخصه, وتجيب عن السؤال الأول الهام في الجغرافيا الاقتصادية وهو أين التوزيع الجغرافي.

(ب) ما هي خصائص النشاط الاقتصادي :

فبعد أن ينتهي الدارس من تحديد موطن السلعة وموقعها الجغرافي ينتقل إلي البحث عن خصائصها الاقتصادية, فما هي خصائصها ومقدار الإنتاج وكفايته الذاتية وتجارته وإنتاجية الوحدة المساحية.

(ج) لماذا يقوم هذا النشاط الاقتصادي هناك ؟

يتعلق هذا السؤال بمعرفة الأسباب (العوامل) الجغرافية الطبيعية والتاريخية والاقتصادية والبشرية في التوزيع الجغرافي للظاهرة الاقتصادية أي التعليل ويمكن الاستدلال علي أربعة أساليب يستعين بها الدارس :أسلوب السبب والنتيجة وأسلوب العلاقات الطبيعية والحضارية وأسلوب العلاقات الداخلية والخارجية وأسلوب الارتباط الرياضي والكمي .

أساليب التفسير الأربعة للنشاط الاقتصادي

(1) أسلوب السبب والنتيجة :

سارت الجغرافيا الاقتصادية في بداية عهدها علي أسلوب السبب والنتيجة وكان هذا وضعا طبيعيا عندما كانت الظواهر الاقتصادية ابسط واقل تعقيدا عما كان عليه الآن ,ويعتقد كثير من الجغرافيين أن أسلوب البحث عن الأسباب لا يمكن أن تؤدي إلي إيجاد نظرية يمكن تطبيقها في دراسة الجغرافيا الاقتصادية ,وذلك لتعق العمليات المكانية عما كان عليه الحال في الماضي وبالإضافة إلي تعدد وكثرة العوامل التي لها تأثير علي التوزيع الجغرافي للظاهرة الاقتصادية .

(2) أسلوب العلاقات الطبيعية والحضارية :

تكون الظواهر الطبيعية (البيئة الطبيعية) المسرح الذي يمثل الإنسان عليه دوره ,وتعني الحضارة كل منجزات الإنسان من معرفة واتجاهات وفنون وأساليب ومنظمات ومعتقدات ,والحضارة كالطبيعة كليهما عامل مؤثر في النشاط الاقتصادي للإنسان ,ولتوضيح ذلك نقول انه علي الرغم من تشابه ظروف البيئة الطبيعية بين استراليا وشمال إفريقيا ألا أن الرعي التجاري يسود في الأولي والبدوي في الثانية وذلك لاختلاف حضارة الجماعات الأولي عن حضارة الجماعات الثانية .

(3) أسلوب العلاقات الداخلية والخارجية :

يتمثل الأسلوب الثالث في تحليل العلاقات بين المتغيرات المكانية لإدراك العلاقات الداخلية للإقليم ثم العلاقات القائمة بينه وبين غيره من الأقاليم لتقصي الأسباب المؤثرة في التوزيع الجغرافي للظاهرة الاقتصادية

(4) الارتباط رياضيا وكميا:

أما الأسلوب الرابع الخاص بالتحليل فهو حديث العهد ,ويستعين الارتباط بأساليب إحصائية متعددة لقياس التباين والتشابه بين العناصر والعوامل الجغرافية المختلفة ,ويعتبر الارتباط المكاني بين الظاهرات الاقتصادية المختلفة احد مظاهر الجغرافيا منذ الأذل ,ويهتم الباحث الجغرافي بالكشف عن التغيرات المكانية المتعلقة بحدوث الظاهرات الجغرافية علي سطح الأرض ثم تحليل هذه المتغيرات .

· مناهج البحث في الجغرافية الاقتصادية :

المنهج هو طريقة لتنظيم البيانات والمعلومات والأفكار المتعلقة بإحدى الظاهرات ,واتفق الجغرافيون الاقتصاديون علي أن فرع تخصصهم يبحث التوزيع الجغرافي لفروع الإنتاج المختلفة مع العناية بتفسيرها وتعليلها ,ثم يحلل خصائصها الاقتصادية والتباين الجغرافي المرتبط بذلك ,وذلك بتناول الظاهرات من جوانبها الموضوعية والإقليمية .

1) المنهج الإقليمي:

شاع استخدام هذا المنهج الإقليمي في دراسة الجغرافيا الاقتصادية حتى 1960 ,ويمكن تقسيم العالم أو احدي القارات أو أي دولة إلي أقاليم اقتصادية ,ويميل المنهج الإقليمي إلي دراسة اقتصاديات أقاليم صغيرة المساحة مثلا إقليم الأرز في شمال الدلتا أو إقليم القصب في جنوب الوجه القبلي ,ويحلل المنهج الإقليمي كل عنصر من العناصر التي تكون الإنتاج في الإقليم للوقوف علي الخصائص الاقتصادية للمكان وذلك في ضوء العوامل الطبيعية والبشرية وكما يهتم المنهج الإقليمي باتجاهات المركب الاقتصادي في الإقليم وخصائصه المكانية ومشاكله وعلاقاته الوظيفية الداخلية والخارجية .

ويتطلب المنهج الإقليمي رسم حدود للإقليم الاقتصادي منعا لتداخل اقتصاديات الأقاليم مع بعضها ,ويستعين المنهج الإقليمي بأساليب إحصائية كثيرة مثل أسلوب المدخلات – المخرجات ,التكلفة – المنفعة ومراحل النمو . ويؤكد المنظور الإقليمي في الجغرافيا الاقتصادية علي خصوصية العوامل الجغرافية الموجدة في كل مكان وكان لهذه الفكرة أثران هما لا يمكن صياغة قوانين جغرافية عامة تنطبق علي كل الأقاليم .ويجب أن يهتم الجغرافي الاقتصادي بوصف وتفسير الحالات الخاصة .

2) المنهج الموضوعي :المنهج الموضوعي ينقسم إلي قسمين هما :المنهج السلعي أو المحصولي ثم منهج النشاط .

3) المنهج الحرفي: المنهج الذي يجمع بين منهجين هما منهج الحرف ومنهج المحصول.

4) المنهج النظري:

يرجع تأخر نشأة نظريات التفسير في الجغرافيا إلي أن البعض يري أن كل ظاهرة جغرافية فريدة في حد ذاتها ,زد علي ذلك كثر المتغيرات المؤثرة في أي ظاهرة جغرافية ,ويمكن التعرف علي عدة أسباب أدت لدخول المنهج النظري إلي مجال دراسة الجغرافية الاقتصادية منها : اتساع العلم , وأوجه قصور المنهج الوصفي ,اتساع ميدان الجغرافيا الاقتصادية فصارت تدرس إنتاج وتبادل واستهلاك السلع والخدمات ,كما أن هذا المنهج الوصفي بدلا من أن يؤدي إلي توحيد أجزاء وموضوعات الجغرافيا الاقتصادية المختلفة مع بعضها عمل علي زيادة تفتيها .

ودخل المنهج النظري ببطء علي دراسة الجغرافيا الاقتصادية, ويقوم المنهج النظري بتوصيف أكثر دقة للظاهرات الاقتصادية بعلاقاتها المكانية المختلفة وتحديد خصائصها ويكشف عن بعض ارتباطاتها الغامضة.

ويرتكز المنهج النظري علي الرأي الذي يقول بأن التوزيع الجغرافي للأنشطة الاقتصادية يتم بطريقة منطقية ومنظمة علي الأرض,إلا أن هذا الرأي لا تؤيده الدلائل الموجودة بعد تراجع الثورة الكمية والتحول إلي التركيز علي صيانة البيئة والموارد .

ويستعين المنهج النظري في دراسته للجغرافيا الاقتصادية بأدوات مثل نظريات التوطن والنماذج, والاستقراء, والاستنباط, فضلا عن أخذه ببعض المفاهيم العلمية مثل المكان المجرد, والمكان الحقيقي.

· نظم المعلومات الجغرافية GISفي دراسة الجغرافيا الاقتصادية

نظم المعلومات الجغرافية Geographical Information System مفهوم علمي جديد ظهر مع ثورة المعلومات المعاصرة والكمبيوتر ,وتفاوتت الآراء حول تعريف نظام المعلومات الجغرافية ووظيفته, فالبعض يري انه منتج , وغيرهم يقول بأنه قاعدة بيانات خاصة بالمكان . إلا أن الأغلبية تعتقد بأنه أداة ووسيلة للدراسة, ويتكون نظام المعلومات الجغرافية من ثلاثة مكونات أساسية هي:الجزء الصلب Hardware وهو الأجهزة, والجزء اللين Software وهو البرامج وأخيرا المعلومات الجغرافية (متعلقة بالمكان) اللازمة التي سيتعامل معها الباحث.

وتعتمد نظم المعلومات الجغرافية علي إدخال البيانات الكثيرة المتنوعة عن مكان ما إلي أجهزة الكمبيوتر في صورة طبقات لحفظها عليه ,فيقوم الكمبيوتر بالجمع بينها مع تفسيرها بواسطة برامج معينة , والكشف عن العلاقات المكانية المتشعبة الكثيرة المعقدة مع تفسيرها والخروج بتعميمات وعمل النماذج والأنماط المطلوبة ,ومن ثم فان نظم الجغرافية تفيد في القرارات المتعلقة بالثروات الطبيعية والاقتصادية واستغلالها وتبادلها وتسويقها .

وتتميز أداة نظم المعلومات الجغرافية بالسرعة في تنفيذ العمل و مع الدقة, وقدرتها علي التعامل مع كميات هائلة من البيانات مع انخفاض تكلفة ذلك, وتعمل نظم المعلومات الجغرافية علي أي مستوي مساحي:كبير (دولة) أو صغير ( منطقة في بلد).

ويواجه استخدام نظم المعلومات الجغرافية صعوبات منها : كثرة أساليبها وتعقدها ,وعلي الباحث أن يتعلمها ويتدرب عليها ليختار المناسب منها للاستعانة بها في دراسته ,ومن المشاكل أيضا أن البلدان المتخلفة لا تتوفر عندها البيانات اللازمة للاستعانة بها في نظم المعلومات الجغرافية ,زد علي ذلك مشكلة المعلومات الخطية Vector وتحويلها إلي مساحية Rastar.

وأخيرا فإن نظم المعلومات الجغرافية التي تستخدم في دراسة الجغرافيا الاقتصادية تجمع بين أمرين هما: (1) البيانات التجريبية الحقيقة عن الواقع.(2) معالجتها ببرامج رياضية كرتوجرافية قائمة علي أساس نظري ,ويمكن إدخال افتراضات علي الدراسة .

نظام الاستشعار عن بعد :

هو التقاط الصور من سطح الأرض وباطن الأرض بدقة عالية جدا تعتمد علي التصوير الفضائي وترسل موجات لسطح الأرض وباطنها وتعكس هذه الصور علي الأجهزة.تستخدم بدلا من المسح اليدوي وتقوم بالمسح كل 12 ساعة يوميا .

ويتكون الاستشعار عن بعد من ثلاثة عناصر هي: الصاروخ, والقمر الصناعي الذي يحمل الأجهزة التي تستقبل هذه البيانات التي تبعث بها الأجهزة المحمولة علي القمر النعي الذي أطلقه الصاروخ.

· أهداف الجغرافيا الاقتصادية

إن الجغرافيا الاقتصادية لها نواحي نفعية مفيدة وتطبيقيه للمجتمع بالمعنيين الضيق والواسع.تتمثل الناحية النفعية الضيقة للجغرافيا الاقتصادية فهي تفيد المصدرين والمستوردين من أين يأتون بفائض السلع المطلوبة وإلي أين يبعثون بها ؟ فهذه هي الوظيفة الثقافية لهذا العلم . أما الناحية الاقتصادية فهي المساهمة في حل مشاكل إنتاج الثروة الاقتصادية وتأدية الخدمات في أماكنها وتبادلها واستهلاكها (توزيعها).

ويمكن حصر أهداف الجغرافيا الاقتصادية في هدفين هما: هدف علمي أكاديمي فلسفي تربوي, وهدف تطبيقي نفعي للمجتمع مباشرة بالمعني الواسع.

الهدف الأكاديمي للجغرافيا الاقتصادية:

معرفة التوزيع الجغرافي للأنشطة الاقتصادية علي الأرض ,وتنظيمها وتباينها المكان وأسباب ذلك وتفسيره وتعليله , وتحديد مناطق التخصص الإنتاجي ,ودراسة اقتصاديات الأقاليم وتحليلها للوقوف علي خصائصها الاقتصادية للمكان , وتصنيف أنشطة الاقتصادية التي يمارسها الإنسان ,واثر الأنشطة الاقتصادية علي بقية ظاهرت المكان ,الإلمام بالمفاهيم العلمية ذات الصلة بهذا الفرع.

الهدف النفعي العملي التطبيقي للجغرافيا الاقتصادية:

ويتلخص دور الجغرافي الاقتصادي لتحقيق الهدف العلمي النفعي التطبيقي لهذا العلم في القيام بعمل مسح شامل للموارد الطبيعية والاقتصادية والبشرية المتاحة في الدول وأقاليمها المختلفة لإعداد قاعدة البيانات الضرورية للتخطيط ,ومع وصف الحالة الاقتصادية فيها وعمل التحليلات العلمية النوعية وتحديد المواقع الأفضل لتوطين المشاريع ووضع أفضل نموذج لاستخدامات الأرض ,وتقييم السياسات الحكومية والحلول المقترحة لمعالجة المشاكل المرتبط بالثروات الاقتصادية . وتجدر الإشارة إلي أن بعض المشاكل إلي تدرسها الجغرافيا الاقتصادية لوضح حلول لها أصبحت عالمية الطابع مثلا مشكلة الغذاء, مشكلة الطاقة, هدر الموارد, كيفية صيانتها.

ويعمل الجغرافي الاقتصادي في المجال التطبيقي العملي عند القطاع الخاص ,ويركز الجغرافيون الاقتصاديون الذين يعملون مع رجال الأعمال في المجال التطبيقي علي التحليل المكاني لتسويق السلع ,ومنتجات المصانع وأسواقها , وفرص استخدام الموارد ,كما يحددون الأماكن التي يمكن أن الأفواج السياحية يذهبون إليها .

ونتيجة لمساهمة الجغرافي الاقتصادي في المجال التطبيقي اصطبغت الجغرافيا الاقتصادية بالطابع الاجتماعي أي صارت أكثر اجتماعية.

 

Make a free website with Yola